صحيفة (أمل) النشرة الداخليّة الأسبوعيّة لحركة (أمل) فقد نشرت بتاريخ 25/4/1980م تحت عنوان (زنيم بغداد): صدّام التكريتي يغتال الإمام السيّد محمد باقر الصدر وشقيقته المجاهدة بنت الهدى:
«إلى القائد العام الإمام السيّد موسى الصدر من مجاهد في مسيرة (أمل).
سيّدي.. لقد فعلها حفيد أبي جهل (زنيم بغداد) وتجرّأ على قتل أخيك وابن عمّك أبي جعفر السيّد باقر. قتله صدّام لأنّه أنكر ربوبيّته وعلّم الناس أن يقولوا ربّنا الله. أعدمه لأنّ فكره بدأ يهزُّ أركان الكفر ويبدّد أحلام صهيون. ولأنّه بارك الثورة الإسلاميّة المنطلقة من إيران وأيّد قائدها الإمام الخميني في نهجه وحربه مع الاستعمار وإسرائيل.
لقد نفّذ أوامر سادته في واشنطن وتل أبيب ضمن خطّتهم لضرب الثورة الإسلاميّة فكريّاً وعقائديّاً مع ضربها سياسيّاً واقتصاديّاً.
سيّدي.. وهذا أمرٌ له في التاريخ مثيل، فكثيراً ما اعتدي على الأنبياء ولطالما قتل الأئمّة والصالحون. لكنّ زنيم بغداد قتل أيضاً بنت الهدى، فأتى بما لم يأت به يزيد وسجّل الرقم القياسي الأعلى في الجهالة والقذارة والسفالة.
سيّدي.. والعالم الإسلامي يتفرّج كما العادة، والعالم العربي يتفرّج، والعالم الثالث يتفرّج.
لم نسمع حتّى الآن صوتاً لا للثوّار ولا للأحرار ولا للمفكّرين. لقد ملئت ظلماً يا سيدي، لقد ملئت جوراً، فهل اقترب العالم من نهاية هذه المرحلة الحالكة السواد في تاريخه.
سيّدي.. أخفوك ليشلّوا حركة الإنسانيّة ويسكتوا صوت الحقيقة والمبادئ، وقتلوا أبا جعفر وبنت الهدى ثأراً لصهيون من العروبة والإسلام، وهم يحاربون الثورة الإسلاميّة وقائدها انتصاراً للاستعمار والشاه.
سيّدي.. يظنّون أنّهم بذلك يستطيعون إخفاءنا أو تخويفنا أو قتلنا؟ نحن واثقون من أنّنا لن نبقى وحدنا في معركة الحقّ، فسوف يساعدنا الشرفاء ولن يطيلوا التفرّج. نؤكّد لك صلابة الشيوخ والنساء والأطفال في هذه المعركة وإصرارهم على النصر أو الشهادة. ويقيننا بالله العظيم مطلق، لقد وعدنا بأن يورثنا الأرض وهو لا يخلف الميعاد. ولن تكون نهاية صدّام وحلفائه... غير نهاية نوري وبهلوي وفاروق، فسوف تنزل بهم لعنات الله والمؤمنين والتاريخ، نحن نواجههم وعقولنا وقلوبنا يملأها قول الله: قُلْ هَلْ تَتَربَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمْ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ)
سيّدي.. عهداً قاطعاً على الوفاء والانتصار للحقّ وأهله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
زنيم بغداد | صحيفة امل
4/
5
Oleh
آية الله السيد محمد باقر الصدر قدس سره