الاثنين، 15 يوليو 2019

هل الإسلام منهج للحياة؟






🔷 الإمام الشهید السيد محمدباقر الصدر:

ويردِّد المثقّفون الغربيون والمستغربون: أنّ الإسلام دين وليس اقتصاداً، وأ نّه عقيدة وليس منهجاً للحياة، وأ نّه علاقة بين الإنسان وربّه ولا يصلح أن يكون أساساً لثورةٍ اجتماعيةٍ في إيران. وقد فات هؤلاء أنّ الإسلام ثورة لا تنفصل فيها الحياة عن العقيدة ولا ينفصل فيها الوجه الاجتماعي عن المحتوى الروحي، ومن هنا كان ثورةً فريدةً على مرّ التأريخ.
فالتوحيد هو جوهر العقيدة الإسلامية، وبالتوحيد يحرِّر الإسلام الإنسان من عبودية غير اللَّه «لا إلهَ إلّااللَّه»، ويرفض كلّ أشكال الالوهية المزيَّفة على مرّ التأريخ، وهذا هو تحرير الإنسان من داخل ثمّ يقرّر- كنتيجةٍ طبيعيةٍ لذلك- تحرير الثروة والكون من أيِّ مالكٍ سوى اللَّه تعالى‏، وهذا هو تحرير الإنسان من خارج. وقد ربط الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بين الحقيقتين حين قال: «العِبَادُ عِبَادُ اللَّه وَالمالُ مالُ اللَّه» وبذلك حطّم الإسلام كلّ القيود المصطنعة والحواجز التأريخية التي كانت تعوق تقدّم الإنسان وكدحه إلى ربّه وسيره الحثيث نحوه، سواء تمثّلت هذه القيود والحواجز على مستوى آلهةٍ ومخاوف وأساطير وتحجيمٍ للإنسانية بين يدي قوى اسطورية، أو تمثّلت على مستوى ملكياتٍ تكرّس السيادة على الأرض لطاغوتٍ- فرداً كان أو فئةً أو طبقةً- على حساب الناس، وتحول دون نموّهم الطبيعي، وتفرض عليهم بالتالي علاقات التبعية والاستعباد.

🔸 الإسلام يقود الحياة، ص ٣٢.

مواضيع ذات صلة

هل الإسلام منهج للحياة؟
4/ 5
Oleh

إشترك بنشرة المواضيع

.اشترك وكن أول من يعرف بمستجدات المواضيع المطروحة

أرشيف المدونة الإلكترونية