تشكّل حياة الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر قدس سره مرحلةً تاريخيّةً وقّادة بالعلم زاخرةً بالعطاء، متحلّية بالحضور المميّز لسماحة السيّد الشهيد على الساحات الدينيّة والثقافيّة والسياسيّة والاجتماعيّة.
فقد كان السيّد منذ صباه متجّهاً بكلّه لطلب العلم وخدمة الإسلام، وكانت علامات نبوغه جليّة لكلّ من رافقه وعلّمه أو تعلّم منه.
وكيف لا يكون كذلك وهو من أسرة عريقة وأصيلة وشامخة في الإيمان والتقى والعلم، وقد تسنّم آباؤه الزعامة المرجعيّة للأمّة الإسلاميّة.
تتلمذ السيد الشهيد على يد عدد من جهابذة العلم ومراجع الأمّة منهم السيّد أبو القاسم الخوئيّ قدس سره والشيخ محمّد رضا آل ياسين رحمه الله.
وكان السيّد الشهيد يدرّس ويكتب ويراجع في كلّ يوم أكثر من خمس عشرة ساعة في مختلف العلوم الإنسانيّة معتمداً على نفسه وعلى ذكائه ونبوغه.
كلّ ذلك جعله مدرسة تميّزت بعدّة أمور ذكرها تلميذه آية الله السيد محمود الهاشمي، منها:
1 ـ الشمول والموسوعيّة.
2 ـ الاستيعاب والإحاطة.
3 ـ الإبداع والتجديد.
4 ـ المنهجيّة والتنسيق.
قام السيّد الصدر بالبذل والسعي الحثيث لنشر الوعي وتثقيف الأمّة من خلال كلماته ودروسه وخطاباته ومواعظه ومؤلّفاته، والمتأمّل فيها يرى بُعد النظر ودقّة الفكَر وروح الدعوة.
من مؤلّفاته: فلسفتنا، اقتصادنا، الأسس المنطقيّة للاستقراء، المدرسة الإسلاميّة، دروس في علم الأصول، بحث حول المهديّ، بحث حول الولاية، وفدك في التاريخ...
من هنا ولغير ذلك من الأمور الحميدة المقترنة بذكر السيّد الشهيد محمّد باقر الصدر قدس سره قام مركز نون بانتقاء مجموعة من كلماته الهادفة في شتّى الميادين لتكون نوراً لكلّ سالك على سبيل النجاة.
ونسأل المولى القدير أن يجعل ذلك في ميزان أعمالنا وأن يحشرنا مع هذا العالم الجليل يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.