الأحد، 7 يوليو 2019

بنت الهدى من المؤسسين أو المساهمين



السيدة آمنة حيدر الصدر (قده)



تعتبر السيّدة بنت الهدى من المؤسسين أو المساهمين في إنشاء مدارس الزهراء في بغداد والكاظمية والنجف ـ لعل ذلك كان في عام 1967 م ـ ولم يكن الهدف منها سد حاجة المجتمع من المدارس الإبتدائية والثانوية فإنّ المدارس الحكومية كانت كافية لاستيعاب كل ما هو موجود من طالبات ، وإنّما كانت هناك ضرورات اقتضت إنشاء هذه المدارس ، منها مواجهة الثقافات المادية التي تدعو إلى الفساد والإنحراف والتردي الأخلاقي ، ومنها السعي لنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة والوعي الذي يجب أن ترقى إليه المرأة .

إنّ ممّا لا شكَ فيه إنّ [ المدارس ] من افضل الأساليب التي يمكن من خلالها تربية الأجيال وتثقيفهم ، وهي الأُسلوب الذي يناسب العصر ويلبي متطلباته .

لقد استُحصلت الموافقة على إنشاء هذه المدارس واعتُمدت نفس المواد الدراسية في المدارس الحكومية ، سواء في الإبتدائية أو الثانوية ، لكي لا يعيق ذلك الطالبات من مواصلة دراستهن بعد إنهاء الدراسة في مدارس الزهراء ، وأضيف إلى ذلك عدّة مواد منها دروس في القعيدة الإسلامية بشكل مكثف ورصين .
تقول الأخت وجيهة الصيدلي وهي مديرة لمدارس الزهراء في مقال لها ما هذا نصه ( ) :

 الإتجاه الثاني الإهتمام والعناية بتربية النشئ الجديد من الفتيات تربية إسلامية هادفة ، وهذا لا يتم إلاّ من خلال إيجاد مدرسة إسلاميّة تخصص وتهتم بهذه المسؤولية وتمارس مهامها لتخريج جيل واع ومتدين من الفتيات المؤهلات ، يتحمّلن مسؤولية البناء في المجتمع وليعطين الصورة الحقيقية للمرأة المسلمة العاملة والواعية لمسؤوليتها الحياتيّة أولاً ، ولبناء الركيزة الأساسيّة للمجتمع المسلم وهي العائلة المتديّنة الواعية لدينها وواجباتها . فقد ساهمت الشهيدة في تأسيس مدارس أهليّة رسميّة تتبع المنهج الحكومي إلاّ إنّها تضيف عليها مادتين أو أكثر بغية تربية النشئ الجديد ، تُدرّس فيها مدرّسات جامعيات ذوات كفاءة علمية عالية ومزايا خاصة وهو الإلتزام الإسلامي كي يكنّ قدوة للطالبات ، وسمّيت هذه المدارس بمدارس الزهراء سلام الله عليها الأهلية للبنات ، وكان مقرّها بغداد ـ الكاظمية ـ وتحتوي على روضة للأطفال ، ومدرسة إبتدائية ، ومدرسة ثانوية . فكانت تقوم بمهمة تدريس الدروس الإسلامية ( العقيدة ـ التربية الإسلامية ) لطالبات الثانوية والصفوف العليا للإبتدائية . والدور الأهم هو إعطاء ثقافة إسلاميّة هادفة للمعلمات والمدرسات وكانت تعقد ندوات خاصة بعد انتهاء دوام المدرسة حيث يكون الحضور إلزامياً .

لقد حقّقت هذه المدارس نسبة نجاح كبير ( في الإمتحانات الوزارية ) بين المدارس الحكومية حتى اشتهرت بسمعتها العلمية والتربوية وتزايد إقبال الناس عليها لدرجة أصبحت معها الصفوف لا تستوعب الطالبات.

مواضيع ذات صلة

بنت الهدى من المؤسسين أو المساهمين
4/ 5
Oleh

إشترك بنشرة المواضيع

.اشترك وكن أول من يعرف بمستجدات المواضيع المطروحة

أرشيف المدونة الإلكترونية