لمحات حول بنت الهدى
جاء في بعض المذكّرات حول السيّدة بنت الهدى.
«أرسلتها والدتها في الكاظميّة في سن السادسة إلى الملاّ (امرأة تعلّم القرآن للفتيات في سنّها). وفي أوّل يوم دخلت آمنة بيت تلك الملاّ، وقع نظرها على التنّور مسجوراً، وقد ارتفع لهيب ناره وحسيسها بشكل أفزعها.
ففرّت عائدة أدراجها إلى أمّها، نافرةً من بيت هذه الملاّ، ومن كلّ ملاّ من ورائها. وقد بقيت في البيت تتلقّى تعليمها على يد أخويها: السيّد إسماعيل، ثمّ من بعده السيّد الصدر. ولم تتلقَ تعليماً ولا تثقيفاً من أحد غيرهما إلى أن كبرت ونضجت، وصارت هي تفتح حلقات التعليم والتربية لبنات المؤمنين.
وعندما كانت في الحادية عشرة من عمرها، أبدعت مجلّة ثقافيّة صغيرة الحجم، متنوّعة في مواضيعها، ثرّة في محتوياتها، وصارت تنسخها بيدها ما استطاعت، ثمّ توزّعها على الأقارب والمحيطين.
وكان من عادتها أن تفتح مجلسها فيما بعد الظهر، من عصر كلّ يوم غالباً، وهو مجلس نسائي نوعي نادر مثله آنذاك، وكانت تؤمُّه النساء المؤمنات من أجيال مختلفة.
لمحات حول بنت الهدى
4/
5
Oleh
آية الله السيد محمد باقر الصدر قدس سره